السبت، 24 أبريل 2010

دعوة الاخوان المسلمين دعوة عامة لا تنتسب الى طائفة خاصة

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه
اود هنا ان اقتبس من كلام الامام البنا في رسالته الموسومة "دعوتنا" (ضمن مجموعة رسائل الامام الشهيد رحمه الله) وهي كالتالي

أمام الخـلافات الدينية

أتحدث إليك الآن عن دعوتنا أما الخلافات الدينية و الآراء المذهبية.

نجمع ولا نفرق

اعلم ـ فقهك الله ـ

أولا: أن دعوة الإخوان المسلمين دعوة عامة لا تنتسب إلى طائفة خاصة، ولا تنحاز إلى رأي عرف عند الناس بلون خاص ومستلزمات وتوابع خاصة، وهي تتوجه إلى صميم الدين ولبه، وتود أن تتوحد وجهة الأنظار والهمم حتى يكون العمل أجدى والإنتاج أعظم وأكبر، فدعوة الإخوان دعوة بيضاء نقية غير ملونة بلون، وهي مع الحق أينما كان، تحب الإجماع، وتكره الشذوذ وإن أعظم ما مني به المسلمون الفرقة والخلاف، وأساس ما انتصروا به الحب والوحدة. ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، هذه قاعدة أساسية وهدف معلوم لكل أخ مسلم، وعقيدة راسخة في نفوسنا، نصدر عنها وندعو إليها.

الخلاف ضروري

ونحن مع هذا نعتقد أن الخلاف في فروع الدين أمر لا بد منه ضرورة، ولا يمكن أن نتحد في هذه الفروع والآراء والمذاهب لأسباب عدة: منها اختلاف العقول في قوة الاستنباط أو ضعفه، وإدراك الدلائل والجهل بها والغوص على أعماق المعاني، وارتباط الحقائق بعضها ببعض، والدين آيات وأحاديث ونصوص يفسرها العقل والرأي في حدود اللغة وقوانينها، والناس في ذلك جد متفاوتين فلا بد من خلاف.

ومنها سعة العلم وضيقه، وإن هذا بلغه ما لم يبلغ ذاك والآخر شأنه كذلك، وقد قال مالك لأبي جعفر: إن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تفرقوا في الأمصار وعند كل قوم علم، فإذا حملتهم على رأي واحد تكون فتنة.

ومنها اختلاف البيئات حتى أن التطبيق ليختلف باختلاف كل بيئة، وإنك لترى الإمام الشافعي رضي الله عنه يفتي بالقديم في العراق ويفتي بالجديد في مصر، وهو في كليهما آخذ بما استبان له وما اتضح عنده لا يعدو أن يتحرى الحق في كليهما.

ومنها اختلاف الاطمئنان القلبي إلى الرواية عند التلقين لها، فبينما نجد هذا الراوي ثقة عند هذا الإمام تطمئن إليه نفسه وتطيب بالأخذ به، تراه مجروحا عند غيره لما علم عن حاله.

ومنها اختلاف تقدير الدلالات فهذا يعتبر عمل الناس مقدما على حبر الآحاد مثلا، وذاك لا يقول معه به، وهكذا..

الإجماع على أمر فرعي متعذر

كل هذه أسباب جعلتنا نعتقد أن الإجماع على أمر واحد في فروع الدين مطلب مستحيل، بل هو يتنافى مع طبيعة الدين، وإنما يريد الله لهذا الدين أن يبقى ويخلد ويساير العصور، ويماشي الأزمان، وهو لهذا سهل مرن هين، لين، لا جمود فيه ولا تشديد.

نعتذر لمخالفينا:

نعتقد هذا فنلتمس العذر لمن يخالفوننا في بعض الفرعيات، ونرى أن هذا الخلاف لا يكون أبدا حائلا دون ارتباط القلوب وتبادل الحب والتعاون على الخير، وأن يشملنا وإياهم معنى الإسلام السابغ بأفضل حدوده، وأوسع مشتملاته، ألسنا مسلمين وهم كذلك؟ وألسنا نحب أن ننزل على حكم اطمئنان نفوسنا وهم يحبون ذلك؟ وألسنا مطالبين بأن نحب لإخواننا ما نحب لأنفسنا؟ ففيم الخلاف إذن؟ ولماذا لا يكون رأينا مجالا للنظر عندهم كرأيهم عندنا؟ ولماذا لا نتفاهم في جو الصفاء والحب إذا كان هناك ما يدعو إلى التفاهم؟

هؤلاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخالف بعضهم بعضا في الإفتاء فهل أوقع ذلك اختلافا بينهم في القلوب؟ وهل فرق وحدتهم أو فرق رابطتهم؟ اللهم لا وما حديث صلاة العصر في قريظة ببعيد.

وإذا كان هؤلاء قد اختلفوا وهم أقرب الناس عهدا بالنبوة وأعرفهم بقرائن الأحكام، فما بالنا نتناحر في خلافات تافهة لا خطر لها؟

وإذا كان الأئمة وهم أعلم الناس بكتاب الله وسنة رسوله قد اختلف بعضهم مع بعض وناظر بعضهم بعضا، فلم لا يسعنا ما وسعهم؟ وإذا كان الخلاف قد وقع في أشهر المسائل الفرعية وأوضحها كالأذان الذي ينادى به خمس مرات في اليوم الواحد، ووردت به النصوص والآثار، فما بالك في دقائق المسائل التي مرجعها إلى الرأي والاستنباط؟

وثم أمر آخر جدير بالنظر، إن الناس كانوا إذا اختلفوا رجعوا إلى (الخليفة) وشرطه الإمامة، فيقضي بينهم ويرفع حكمه الخلاف، أما الآن فأين الخليفة؟ وإذا كان الأمر كذلك فأولى بالمسلمين أن يبحثوا عن القاضي، ثم يعرضوا قضيتهم عليه، فإن اختلافهم من غير مرجع لا يردهم إلا إلى خلاف آخر.

يعلم الإخوان المسلمون كل هذه الحيثيات، فهم لهذا أوسع الناس صدرا مع مخالفيهم، ويرون أن مع كل قوم علما، وفي كل دعوة حقا وباطلا، فهم يتحرون الحق ويأخذون به، ويحاولون في هوادة ورفق إقناع المخالفين بوجهة نظرهم. فإن اقتنعوا فذاك، وإن لم يقتنعوا فإخوان في الدين، نسأل الله لنا ولهم الهداية.

ذلك منهاج الإخوان المسلمين أمام مخالفيهم في المسائل الفرعية في دين الله يمكن أن أجمله لك في أن الإخوان يجيزون الخلاف، ويكرهون التعصب للرأي، ويحاولون الوصول إلى الحق، ويحملون الناس على ذلك بألطف وسائل اللين والحب.

وبعد هذا الاقتباس اود ان اوضح ان الامة اليوم منقسمة الى طائفتين كبيرتين هما السنة والشيعة وقد نشأت هذه الطائفتان تحت ظروف تاريخية وبيئية مختلفة ولكل من الطائفتين منهجا مختلفا في فهم الاسلام في اصوله وفروعه وادى هذا الاختلاف الى التناحر والتعادي بين افراد الطائفتين وهذا ما دفع بقوى الاستكبار العالمي الى التدخل في هذا الشان واخذت تناصر طائفة ضد اخرى كما فعل فرعون من قبل في مصر وهذا مبدا كل متسلط وكل متجبر على مر العصور .


ولذلك انا انادي وبكل جدية جميع من لديه اهتمام بقضية توحيد المسلمين وجمعهم الى النظر بالقضية الطائفية وطرح فكر الاخر ومناقشته بعيدا عن التعصب والاخذ بالثابت من الادلة والمؤيدة بالايات الكريمة والاحاديث المعتبرة الواردة عن السلف والمتلقية بالقبول من لدن عامة المسلمين وعدم الحكم على طائفة من خلال فئة الجهال والطغام والذين هم وبالا على طائفتهم اكثر مما هم وبالا على الطائفة الاخرى وعدم الانجرار وراء دعاوى التكفير والتسقيط والتركيز على مبدأ المعايشة ولكن دون المساس بثوابت العقيدة الاسلامية .


واود ان اضرب مثالا على ما اقول من الواقع الذي نعيشه نحن اليوم في العراق حيث ان التجاذبات التي تجري على ارض الواقع اليوم هي تجاذبات سياسية مغطاة بغطاء طائفي او قومي والدليل على ذلك هو ان كل الاطراف المشاركة في العملية السياسية لا تستند على اي شرعية دينية لا من الجانب الشيعي ولا من الجانب السني حيث ان الحوزة في النجف لا تدعو علماء الدين الى المشاركة في العملية السياسية وتحرم على العلماء الدخول في العملية السياسية وان كان السياسيون يحاولون وبكل المناسبات اقحام المرجعية في النجف في الشأن السياسي من قبيل تاييد بعض الاحزاب ضد بعض او توجيه الناس الى انتخاب جماعة دون جماعه اخرى وكذلك المرجعية السنية المتمثلة بهيئة علماء المسلمين لا ترى شرعية في دخول السنة في عملية سياسية يقودها المحتل ويضع قواعدها وان كان في ذلك بعض التحفظات من حيث الحسابات السياسية .

وما جرى من قتل وتهجير في العراق بعد احداث سامراء ما هو الا نتيجة القتل الجماعي الذي كانت تمارسه جماعة الزرقاوي في العراق ضد الشيعة باعتبارهم خونه وكفار فما قتل من الشيعة على ايدي جماعة الزرقاوي يزيد بأضعاف مضاعفة ما قتل من السنة على ايدي الاحزاب التي تسمي نفسها بالشيعية وهي ليست كذلك . ونحن اليوم وبكل مكان من العراق يعيش السنة مع الشيعة اخوة متحابين منذ دخول الاسلام الى ارض العراق الى اليوم .


فالرجاء عدم اطلاق الدعاوى التي تثير الطائفية وعدم التعميم والشمول لجميع ابناء طائفة ما بشائنة تخص بعض المنتمين الى هذه الطائفة ولا يؤيدها اكثر ابناء تلك الطائفة .


وفي مراجعة افكار الناس وقراءة كتبهم والتعرف عليهم من مصادرهم ارجى للتعرف على الحقيقة والله من وراء القصد.


 
© 2009/ 11/25 *هذاالقالب من تصميمى * ورود الحق