الجمعة، 7 مايو 2010

دعوتنا لابد أن تدخل في طور جديد !

بقلم د/ محمد عفان



إن كانت ثمة فائدة في الأزمة التي مرت بها جماعتنا فهي انهاء حالة العماء عند غالبية قواعد الإخوان .. وأعني بحالة العماء هو تجاهل وإنكار تأزم مشروعنا الإصلاحي وحاجة الجماعة الملحة لإعادة تقييم آدائها واستراتيجيتها وأوضاعها الداخلية وفتح باب النقد الذاتي والمراجعة وتجديد الأفكار

ورغم أنني أدرك تماما أن عملية المراجعة والنقد الذاتي لايمكن أن تؤتي ثمارها إلا حين تكون عامة وممنهجة ويقوم بها متخصصون في كافة الملفات المطروحة والأهم من هذا بقناعة من القيادة وتحت إشرافها ... إلا أنني في هذه المقالات أحاول أن أشرك إخواني من داخل الجماعة والمهتمين بها من خارجها في بعض أوجه التطوير التي تحتاجه الجماعة والتي تعالج قصورا يسبب تأزم مشروعها الإصلاحي .. ولا أزعم أن هذه الآراء آراء نهائية تفصيلية بل هي مبدئية تمثل رؤوس أقلام لموضوعات عامة.
وأحب في النهاية أن أوضح نقطتين:

الأولى هي شبهة أنه ينبغي للقواعد أن تهتم بالشئون التفصيلية التي تدخل في نطاق مهامها وألا تعنى بالقضايا الكبرى المتعلقة بالجماعة .. وهذا مفهوم خاطئ شرعا ومنطقا .. فالمنطق يقول أنه إذا كان الأخ يمثل ترسا في آلة الجماعة الضخمة فلابد أن يدرك ما هي علاقة ما يحققه من أهداف ومستهدفات بالاستراتيجية الكلية للجماعة وكذلك فإن أي خلل يصيب جزءا من الآلة فإنه بالقطع يؤثر على انتاجه هو حتى وإن أدى مهامه بكفاءة .. أما شرعا فالنبي صلى الله عليه وسلم علمنا أن الاهتمام دليل الانتماء " من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم" والأخ الذي لا يهتم بأحوال الجماعة بالمناقشة والرأي لا ينتمي إليها وإن انتظم في صفوفها وشارك في أنشطتها.

الثانية: هي شبهة المبالغة في التنظير والبعد عن الواقع التي تلتصق بكل من يقدم نقدا منهجيا نظريا وهو أمر بالغ السلبية .. فالإصلاح كما قال د.سيف عبد الفتاح هو ذروة عملية لقواعد نظرية .. والعلوم الاجتماعية والانسانية هي الكتالوج الذي لابد أن يمتلكه العاملون في مجال إصلاح الفرد والمجتمع .. و مراكز الأبحاث والدراسات الاجتماعية والسياسية هي العقل الذي لابد أن تطيعه العضلات في حركتها وإلا كان جهدها عشوائيا ومتخبطا وغير فعال.

 
© 2009/ 11/25 *هذاالقالب من تصميمى * ورود الحق