الجمعة، 30 أبريل 2010

ماذا قدم الإخوان للأمة؟!!(३)

وقفة مع هذا الكتاب الذي هو باسم " الإخوان المسلمون, وتفهم الإسلام الوسطي" للكاتب الأمريكي "جون وولش" و الذي أصدرته مؤسسة هارفارد الدولية, و الذي جاء حيادياً للوقائع و الظروف التي مرت بها مصر في بداية حكم مبارك, ومدى أثر الإخوان في هذا التوقيت على الحياة في مصر:


"كان التقدم الثاني الكبير للإخوان هو اختراقهم للاتحادات المهنية والطلابية ، التي فتحها مبارك للانتخابات المشتركة عام 1984، فقد حقق الإخوان المسلمون عام 1987 السيطرة على نقابة المهندسين ، وهي كيان ضخم يضم حوالي 200.000 عضو، وممتلكات تقدر بخمسة ملايين دولار أمريكي، وفي أوائل التسعينات سيطر الإخوان على جميع الاتحادات الهامة تقريبًا، والتي كان يُنظر إلى العديد منها في السابق على أنها قبضات قوية للقوميين العلمانيين الأحرار، وخلال تلك الحملات استغل الإخوان حالة الاغتراب التي كان يعاني منها الشباب والمهنيين المتعلمين المصريين الذين ضُمن لهم وظائف حكومية عند التخرج منذ أيام ناصر، إلا أنهم أصبحوا عبئًا ثقيلاً على الدولة، وقد كانت شبكة الدعم الاجتماعي التي زرعتها الإخوان كجناح ثالث لحملتهم خلال تلك الفترة، كانت جذبًا ضخمًا لهؤلاء المهنيين، حيث قدم الإخوان تأمينًا صحيًا كاملاً، ومساعدات خيرية أخرى ذات قيمة لم تتمكن المنظمات الأخرى من تقديمها.




حدثت نفس الظاهرة في اتحادات الطلاب، التي حقق فيها الإخوان سيطرة فعلية، حيث كانت المساكن الجامعية وقاعات المحاضرات –وما زالت- مزدحمة بشكل مرعب، ومثلت التكاليف الباهظة للكتب والمحاضرات، وتكاليف الطعام والانتقال، مثلت صعوبة اقتصادية خطيرة للطلاب.


مرة أخرى، تلك هي الظروف التي أصبح فيها الإخوان أكثر نجاحًا بشكل تقليدي، أما مع المهنيين فقد استخدم الإخوان مواردهم الاجتماعية الكثيفة لدعم السكان المهملين الذين لم ترغب أي من التنظيمات الأخرى، أو تمكنت من مساعدتهم.

إن تطوير الإخوان للشبكة الاجتماعية هو على الأرجح أهم عنصر يمكن أن تستخدمه الإخوان الآن في انتخابات مفتوحة، هذه الخدمات متوافقة مع رسالة التنظيم الإسلامية، وبذلك تخدم كمقابل موازن هام للعنف المفترض أنه مباح وحيًا للجماعة الإسلامية والجهاد، ليس فقط أن هذا الوجه يقدم للعالم الخارجي، ولكنه في البيئة المحلية يقدم الرسالة الهامة أن المصريين يمكنهم العودة إلى الإسلام الحقيقي وما زالوا في بحبوحة من عيشهم.


عقب النجاح المثير في الانتخابات، أصبحت شبكة الإخوان للخدمات الإنسانية الخاصة واحدة من التنظيمات الأساسية المرعبة في العالم الإسلامي، فهذه التنظيمات الفردية تعطي إحساسًا بالمجتمع بين الجيران في المدينة وذلك بمساعدة المواطنين للحصول على الطعام والعمل والرعاية الصحية.



لم تحاول الجماعات الحصول على سلطة رسمية في الضواحي فقط، ولكنها تواجدت حيث فشلت الدولة بدرجة من الأسلمة العملية.


لا توجد صلات مباشرة لهذه الجمعيات الخاصة بالإخوان المسلمين إلا أن معظمها يشارك نفس الفكر الإسلامي المعتدل، وجميعهم يميلون إلى دعم المرشحين والمصلحين الإسلاميين.



ربما يكون أفضل تلخيص لقدرة الإخوان وتأثيرهم الملحوظ، واستجابتهم السياسية المناسبة هو زلزال القاهرة عام 1992، فقد قامت فروع الهندسة والطب لدى الإخوان بإقامة مساكن إيواء وخيام طبية خدمت بها آلاف الضحايا، ووفرت مصادر الجماعة المالية المتنامية بتدفق الطعام والملابس، والبطاطين ، كما منح الإخوان مبلغ 1000 دولار أمريكي لكل أسرة فقدت مسكنها في المدينة، وكانت استجابة الحكومة بطيئة مما أعطى الإخوان فرصة لتعزيز قضيتهم الخاصة.


يلخص الصحفي روبرت كابلان الاتجاه عريض الانتشار أن هذه المعايير أوجدت في البلاد المثل القائل: عندما يُسأل الإخوان المسلمون فهم يفتحون الدرج ويعطونك شيئًا.

مثل هذه الآراء توسِّع قاعدة السلطة الضخمة التي حققها الإخوان بين الطبقات الدنيا والعاملة.


هناك برنامج آخر يستحق الذكر ألا وهو إنشاء البنوك الإسلامية والمؤسسات المالية، التي تعطي المودعين عائدًا تقريبًا ضعف الـ 13% التي تعطيها البنوك التجارية، بالعمل بنظام المشاركة في الربح بدلاً من إصدار شهادات إيداع ببساطة.


والسبب في التقدم الكبير للبنوك الإسلامية هو هيمنتها على القطاع الخاص في الاقتصاد (معظم رؤوس أموالها من تحويلات أجور العاملين في الخليج)، والتي تبلغ 35% من الدخل القومي المصري، وقد عانت البنوك في الماضي بشكل لا يمكن إنكاره من حالات واضحة من التلاعب والتزوير وسوء الإدارة، ولكن نجاح هذه البنوك بصفة عامة وسَّع جمهور الإخوان ليشمل أجزاء من قطاع الأعمال، كما دعَّم مساندتها في أوساط عائلات العمال الذين يعتمدون على الأجور المحوَّلة."





ثم أعود و اقتطف و أنهل من نبع هذا الكتاب:



"أدى نجاح أنشطة الإخوان في الانتخابات العامة، والاتحادات المهنية والطلابية، ومؤسسات الدعم الاجتماعي، كل ذلك أدى في النهاية إلى الاستجابة الصارمة من الحكومة المصرية، مما سبب فساد العلاقة بين الدولة والمعارضة الإسلامية الوسطية منذ منتصف الثمانينات وحتى الآن.


وقد رفعت الدولة حصص دخول البرلمان، وتحدث تقريبًا شرعية الانتخابات في الاتحادات


وحظرت العديد من الخدمات الاجتماعية ما لم تسلم من خلال وزارة الشئون الاجتماعية

كما رفعت بشكل مثير الحد الأدنى المطلوب إيداعه لإنشاء البنوك الإسلامية، مثل هذه التصرفات تظهر العجز في التمييز بين الأصوليين والمعتدلين.


بل ومن الممكن جدًا أن يعترف مبارك بأن المعتدلين يشكلون أكبر تهديد سياسي. "






وهذاالمقال ستجدونه هنا في ركن السقيفة لمن أراد الإطلاع عليه في أي وقت شاء:
اضغط هنا



و الله أكبر ولله الحمد






http://www.ikhwan.net/vb/showthread.php?t=113869
 
© 2009/ 11/25 *هذاالقالب من تصميمى * ورود الحق